بقلم د. أيمن الجندى ١٣/ ١١/ ٢٠١١
أنا مصدوم تماما فى د. عصام شرف الذى كنت أعلّق عليه الآمال الكبار. لا أستطيع أن أتصور كيف يكون الإنسان الوطنى المخلص فى موضع المسؤولية التنفيذية ثم لا ينجز شيئا على الإطلاق. مثال ذلك مشكلة القمامة المتراكمة فى جميع المدن المصرية، لا فارق بين الأحياء الراقية والعشوائية!؟ هل يعتبرنا د. شرف مجرد صراصير يناسبها العيش فى القمامة، أم أنه عاجز عن حل المشكلة؟ يؤسفنى أنه لا يُعير أذناً لمناشدتنا المتكررة، مع أنها ليست مناشدة وإنما حق، ولكننا اعتدنا أن نناشد الرؤساء ونفرط فى حقوقنا.
إن تدهور أحوال المدن وفشل المحافظين أنت المسؤول عنه يا دكتور شرف، وها أنا ذا اليوم أعرض هذه الرسالة المهمة التى تلقيتها من الأستاذ «عبدالفتاح محمد صلاح»، عسى أن تنال اهتمامك.
***
تقول الرسالة: «الزبالة مشكلة كبيرة فشلت شركات النظافة الأجنبية الثلاث (الفرنسية والإسبانية والإيطالية) التى تعاقدت معها الحكومة فى حلها، والتخلص من القمامة ضرورة مجتمعية لأنها مصدر للأمراض والاكتئاب والروائح الكريهة، لكن إذا تم التعامل معها بطريقة صحيحة عن طريق (إعادة التدوير) يمكن تحويلها من نقمة إلى نعمة، نستخرج منها العديد من المنتجات، ونوفر آلافا من فرص العمل، ونحمى الصحة والبيئة، وفوق هذا كله نحقق عائداً اقتصادياً.
تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة البيئة إلى زيادة حجم الزبالة عاماً بعد عام بشكل كبير، خصوصاً مع تزايد عدد السكان، وأن ما يتم رفعه منها لا يزيد على النصف، فى حين يظل قسم كبير فى الشوارع، وأن حجم الزبالة عام ٢٠٠٠ كان ٢٠ مليون طن ومتوقع أن يصل إلى ٣٠ مليون طن عام ٢٠١٦.
ولقد كشفت دراسة حديثة أجراها معهد بحوث الأراضى والمياه أن قمامة مصر من أغنى أنواع القمامة فى العالم، نظراً لما تحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة، وأن الطن الواحد منها من الممكن أن يرتفع ثمنه إلى ٦ آلاف جنيه. القاهرة وحدها تنتج ١٥٠٠٠ طن قمامة يومياً، يمكن للطن الواحد أن يوفر ٨ فرص عمل على الأقل بما يعنى أنها قادرة على توفير ١٢٠ ألف فرصة عمل من خلال عمليات جمعها وفرزها وإعادة تدويرها.
قبل ذبح الخنازير لم يكن الزبالون يعانون من بقايا الطعام بين أكوام الزبالة، ولكن بعد التخلص من الخنازير عام ٢٠٠٩ أصبحت بقايا الطعام مشكلة، فتحول جامعو الزبالة إلى (فرّيزة) يقومون بفرز محتويات صندوق الزبالة فى الشارع ويأخذون منه ما يلزمهم ويتركون الباقى محدثين مزيداً من التلوث والقذارة.
إذن، فإعادة تدوير المخلفات واستخدامها فى صناعة منتجات جديدة هو الحل، والزبالة المصرية تحتوى على مكونات تجعل من الممكن تدويرها إذا استطعنا إقناع المواطن بفصل المواد العضوية عن المواد الصلبة الأخرى.
إن إعادة تدوير الزبالة يعتبر الحل الأمثل للتخلص منها بطريقة تحد من المخاطر البيئية والصحية الناتجة عن حرقها، كما أنها تعود بالنفع الاقتصادى على الدولة. والمشروع ليس بدعة أو ترفاً فكرياً وإنما واقع مطبق فى العديد من الدول، عن طريق الدفع للمواطن إذا قام بفصل مخلفات الورق والبلاستيك والزجاج والصفيح عن المخلفات العضوية، وتقوم الجمعيات بتسلم المخلفات من المشتركين فى المشروع وتسليم (جنيهات ريسايكل بنك) لهم، التى تقدر حسب وزن المخلفات المتسلمة منهم، وبواسطتها تستطيع الأسر المشاركة فى الحصول على تخفيضات على أسعار المنتجات التى تقدمها المصانع والشركات المتعاونة.
بعدها يتم الانتقال من خطوة بيع ما تم جمعه وفرزه إلى خطوة إعادة التدوير بنسب تدريجية تصاعدية حتى الوصول إلى أعلى نسبة ممكنة».
