الإنسان بين النسيان والأنس بالله
كل من سيقرأ هذه المقالة من بنى الإنسان يذكر ولا ينسى أن الإنسان سمي إنساناً لنسيانه وهذا هو المعنى الشائع والمعروف . ولكنه ينسى ولا يذكر أن هناك سبب آخر ومعنى أجمل للتسمية وهو أنه حينما ترتقي الأخلاق ويزيد الإيمان في النفوس يحدث الأنس بالله وتكون تسمية الإنسان منشأها الأنس بالله الواحد الشافي سبحانه وتعالى ، وهذه هي الإنسانية الحقة في أسمى معانيها .
فالإنسان بين نسيانه وأنسه بالله تنتهب أمواله ، فحينما يكون الإنسان اَنساً بالله مهتدياً بنوره الذي أشرقت به الظلمات يقظاً منتبهاً لما يخطط ويحاك ويحدث من حوله فإنه يكون من الصعب نهب ماله . أما إذا غفل الإنسان عن ذكر الله والأنس به ، ولم يجعل الله له نوراً يهتدى به ولم يتنبه لما يحدث من حوله ونسى ما تعرض له سابقاً من مصائب بسبب بعده عن الله ، فإنه يسهل على من لا أخلاق لهم من بني الإنسان نهب ماله بشتى الطرق والوسائل والحيل .
النظام العالمى الجديد " العولمة "
بعد هذه المقدمة فالمتابع للأحداث من البداية يجد أنه في خلال العشر سنوات الأخيرة وبالتحديد منذ أحداث سبتمبر 2001 وإنفاق الولايات المتحدة الأمريكية لمئات المليارات من الدولارات على حروب ظالمة في أفغانستان والعراق ، بدعوى محاربة الإرهاب تارة وبدعوى أسلحة الدمار الشامل تارة أخرى ، وهي حروب لا تستند لأى شرعية دولية أو أخلاقية ولم تحقق أي نتيجة ملموسة على أرض الواقع سوى الرجوع بالشعب الأفغاني إلى عصور ما قبل الميلاد حسب تقارير الخبراء والمراقبين الدوليين ، وتدمير العراق ونشر الخراب والاقتتال الداخلي بين أبناءه وضياع ثرواته أو نهبها ولم يجدوا أسلحة دمار شامل أو غير شامل التى روجوا لها قبل الحرب رغم نفي تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمثل هذه المزاعم .
ونتيجة لحجم الإنفاق الهائل على هذه الحروب تراجع الاقتصاد الأمريكى ، وبدأت الأزمات المالية تعرف طريقها إليه بصورة متكررة ومتقاربة وبدلاً من تغيير الولايات المتحدة لسياستها تمادت فيها وزادت عليها " من ليس معنا فهو ضدنا وعدت دولاً بعينها محوراً للشر وقسمت شعوب المنطقة الواحدة إلى معتدلين ومتشددين " ، وازداد الاقتصاد الأمريكي تراجعاً وتبعه الاقتصاد العالمي باعتبار الاقتصاد الأمريكي هو القاطرة للاقتصاد العالمي .
واشتدت الحاجة إلى مزيد من الأموال لتنفيذ هذه الرؤية السياسية الخاطئة ، وأصبح مطلوباً من الاقتصاد دعم هذه السياسة بتوفير الأموال لها ، وذلك بدلاً من أن تدعم القرارات السياسية الوضع الاقتصادي .
هذه الأخطاء أدت في النهاية إلى الأزمة المالية العالمية نهاية 2007 على الرغم من حصول الولايات المتحدة الأمريكية على مليارات الدولارات من بيع منتجات مالية وهمية إلى الكثير من المؤسسات المالية حول العالم . وهو ما دفع رئيس روبيني غلوبل إيكونوميكس إلى القول " هوى نظام مصارف الظل الذي نشط فيه وسطاء الصفقات أو صناديق التحوط ، وصناديق الأوراق المالية ، وصناديق الأسهم ، ووسطاء الرهن " ويضيف قائلاً " والحق أن المؤسسات المالية الأوروبية تواجه مخاطر خسارة كبيرة جراء شرائها منتجات أمريكية بدت أنها آمنة ، وتبين أنها مسمومة " .
أموال صناعة الدواء ضرورية للخروج من الأزمة المالية العالمية
نظراً لنسيان الإنسان لهذه الأحداث فإنه لم يستطع الربط بينها وبين ما ظهر في نفس الفترة من أمراض . ففي ديسمبر 2002 سجلت أول إصابة في شمال الصين للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة " السارس " وتحول إلى تهديد عالمي في مارس 2003 ، مما دعى منظمة الصحة العالمية إلى إصدار تحذير عالمي منذ ظهور هذا النوع غير المعتاد من الالتهاب الرئوي الذي تشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا ولم تعرف أسبابه بعد في الصين وهونج كونج .
وبيعت الأمصال والأدوية ثم ظهرت النتائج الفعلية للمرض وهي إصابة أكثر من 3000 شخص حول العالم بالمرض توفي منهم 117 حالة وتم نسيان " السارس " .
وظهرت " أنفلونزا الطيور " بنهاية عام 2003 وتم التكثيف الإعلامي عن تفشي الفيروس في الدواجن في آسيا ، ورفع ذلك المخاوف حول مصدر العدوى وخطر إصابة البشر . وفي 2004 أعلن أن الفيروس وسع استهدافه لأنواع من الثدييات واعتبر بذلك مرض قاتل بصورة طبيعية للقطط الكبيرة ( النمور والفهود ) وأصاب تحت ظروف مخبرية القطط المنزلية وهي أنواع لم تكن معرضة لأمراض ناتجة عن أي فيروس أنفلونزا .
وتذكر الناس البيانات والتصريحات الممنهجة المحذرة من خطورة المرض وسرعة انتشاره فأصابهم الهلع وبيع الدواء ، ولكنهم نسوا متابعة البيانات التي صدرت بعد ذلك بالنتائج الفعلية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية عن وضع أنفلونزا الطيور بين البشر ، ففي 15 مايو 2009 أي بعد عدة سنين تبين أن عدد الوفيات بأنفلونزا الطيور 261 حالة فقط حول العالم وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية .
فإذا حاولنا تذكر نتائج الإجراءات التي اتخذتها الدول نتيجة خوفها وهلعها من المرض نجدها نتائج كارثية في قطاع الدواجن فالتقارير تشير إلى أنه مات أو أبيد 150 مليوناً من الدجاج حتى الآن ، أليس هذا الرقم يمثل كارثة اقتصادية لها آثار مدمرة على المزارعين وصناعة الدواجن ، بل ويؤدي إلى حرمان العائلات من القوت المغذي ولكن من يتذكر .
وفي ضوء عدم التذكر والبعد عن الأنس بالله ونسيان ما سبق تم ظهور مرض آخر وليس بأخير هو " أنفلونزا الخنازير " . وتم تسجيل 12 حالة في الولايات المتحدة منذ عام 2005 وفي 20 أغسطس 2007 قامت إدارة الزراعة في الفلبين بالتحذير من انتشار أنفلونزا الخنازير بين مزارع الخنازير في بعض مناطقها ، وبلغ معدل وفاة الخنازير 10 % ، وفي فبراير 2009 بدأ انتشار عدوى أنفلونزا الخنازير بين البشر في المكسيك حيث عانى عدة أشخاص من مرض تنفسي حاد غير معروف المنشأ ، وأدى إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات فأصبح أول حالة مؤكدة للوفاة بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير .
ثم توالت الإصابات بأنفلونزا الخنازير حتى بلغ عدد الحالات 378223 حالة في 191 بلداً وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية حتى يوم 10 أكتوبر 2009 ، توفي منهم 4525 حالة وذلك منذ ظهور المرض في مارس 2009 .
ونظراً للتكثيف الإعلامي السابق والمصاحب للمرض والذي فاق كل تصور بدأت طلبات شراء اللقاحات والتطعيمات والأدوية تنهال على الشركة المنتجة لها ، وأصبح هناك قائمة انتظار للحصول عليها ، مما دفع بعض وزراء الصحة إلى المطالبة بالعدالة في توزيع التطعيمات واللقاحات على البلدان المختلفة .
نظرية المؤامرة و الحقائق بعد هذا العرض التاريخي للأحداث و الوقائع و نتائجها بالأرقام موثقة من هيئات عالمية يجب أن نتذكر ولا ننسى أننا بين وجهتي نظر بالنسبة لمرض أنفلونزا الخنازير إحداهما تقوم على نظرية المؤامرة ، والأخرى تستند إلى الحقائق و أعتقد أن ذلك يرجع لسببين :
أولهما : التحذير من المرض في حد ذاته يعتبر الحدث الأبرز عالمياً في كل وسائل الإعلام اليومية المحلية و العالمية لعدة شهور سابقة و قد يستمر لعدة سنوات قادمة حسب تقرير منظمة الصحة العالمية في 10/10/2009 .
ثانيهما : المرض بصفته حدث تم التعامل معه عالمياً بطريقة معينة وهو يشكل مع غيره من الأحداث التى تم التعامل معها في نفس الفترة بأساليب مشابهة وجهة النظام العالمي الجديد في التعامل بين الدول في المستقبل .
النقاط التي يستند عليها أصحاب نظرية المؤامرة :
1.أن هناك مرضين سابقين تم التحذير منهما بنفس الطريقة هما " السارس " و " أنفلونزا الطيور " ثم تبين فيما بعد أن المحصلة النهائية للوفيات لم تتجاوز 117 حالة في السارس ،261 حالة في أنفلونزا الطيور ، ولكن شركات الأدوية حصلت على مليارات الدولارات نتيجة بيعها للدواء ، وأصيبت الدول بآثار مدمرة في مجالي صناعة الدواجن و حرمان الأفراد من القوت المغذي .
2.أن إحدى شركات الأدوية العالمية شحنت ما بين ديسمبر 2008 إلى فبراير 2009 من الولايات المتحدة الأمريكية إلى 18 دولة أوروبية لقاحاً ملوثاً بفيروس أنفلونزا الطيور الحي بهدف نشر الفيروس كوباء عام لتسويق المصل الخاص بها و الذي تنتجه الشركة .ولحسن الحظ قررت الحكومة التشيكية اختبار اللقاحات على حيوانات المختبر كخطوة روتينية و كانت الصدمة عندما ماتت جميع الحيوانات التي أعطيت اللقاحات فأدركوا أن هناك خطأ هائلاً و تم إخطار حكومات البلدان الأخرى التي تلقت اللقاح وبذلك تم تجنب وباء عالمي مع أعداد هائلة من القتلى .
3.أن الشركة السويسرية المصنعة لدواء " التاميفلو " ما هي إلا منتج ومسوق ولكن حق الملكية الفكرية وبالتالي الأرباح تعود لشركة جي ليد GiLead أو جلعاد التي كان يرأس مجلس إدارتها منذ عام 1997 وحتى عام 2001 دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكى السابق ، وتركها عندما تقلد وزارة الدفاع الأمريكية في عهد جورج بوش الإبن وهو لا يزال يملك حصة كبيرة من أسهم الشركة التي لم تكن تساوي 75 سنتاً في عام 1994 وفي أثناء مرض أنفلونزا الطيور تجاوز سعره 50 دولاراً . وهذا الوزير متهم بأنه ساق الكثير من الأكاذيب ليغزو العراق و غيرها و ذلك بشهادة وسائل الإعلام العالمية .
4.أن المصل أو اللقاح الذي سيتم التطعيم به له أعراض جانبية خطيرة ، وذلك ناتج من أنه كانت هناك حملة قومية سابقة للتطعيم ضد أنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1976 في عهد الرئيس جيرالد فورد ، وتم تطعيم 40 مليون أمريكي توفي منهم قرابة 25 شخصاً بسبب خلل تنفسي ، في حين أصيب أكثر من 500 شخص منهم بمتلازمة "جيليان بارا" وهى متلازمة عصبية صعبة تؤدي إلى الشلل وفي حالات شاذة الموت ، ولهذه الأسباب تم إيقاف حملة التطعيم في حينها .
5.هناك إعتقاد كبير بأن الفيروس مركب و مصنع وراثياً بسبب اشتماله على جينات لعدة فيروسات منها الفيروس الوبائي H1N1 الذي انتشر عام 1918 ، بالإضافة إلى فيروس أنفلونزا الطيور H5N1 ، وسلالتين جديدتين لفيروس أنفلونزا هونج كونج H3N2 التي تحدث بين البشر وهو مايصعب حدوثه في الطبيعة .
6.هناك تصور لدى الكثيرين بأن القيم الأمريكية للرأسمالية الأنجلوساكسونية التي يتبناها المحافظون الجدد تسعى للتخلص من بعض سكان العالم لتقليل الانفجار السكاني المتزايد في العالم بطريقة جماعية وسريعة وذلك عن طريق التطعيم الجماعي المنظم . كما يريدون الوصول إلى داخل الجسم البشري للتحكم فيه عقلياً وعاطفياً وجسدياً وهذا ما يبرر الكم الهائل من التطعيمات للأطفال في السنوات الأخيرة ، فهناك أكثر من 25 تطعيماً تعطى للمولود قبل بلوغه عامه الثاني في أمريكا وبريطانيا ومناطق أخرى من العالم .
الحقائق المعلنة والموثقة عن مرض أنفلونزا الخنازير
1.تصيب هذه الفيروسات في العادة الخنازير وليس البشر ، وتصيب البشر حين يحدث اتصال بين الناس و خنازير مصابة ، ويمكن أن تنتقل من شخص لآخر ويعتقد أن الإنتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف أو من خلال السعال والعطس .
2.أعراض أنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية وتتمثل في : ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة ، وسعال ، وألم في العضلات ، وإجهاد شديد ، وتزيد عليها في الإسهال والقيء .
3.لا يوجد مبرر للذعر فالعدوى لا تنتقل بالهواء ولكنها تنتقل بالرذاذ الناتج من العطس أو الكحه .
4.معظم الحالات المؤكدة يتم علاجها بأدوية الأنفلونزا الموسمية وتستجيب للعلاج بسهولة ، ولكن هناك مخاوف من أن يطور الفيروس مقاومة ضد العلاجات المتوفرة حالياً .
5.غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم يقلل احتمالية انتقال العدوى بين البشر .
6.حالات الإصابة والوفاه تعتبر منخفضة جداً إذا ما قورنت بالإصابات والوفيات الناتجة عن الأنفلونزا الموسمية ، فلم تتجاوز حالات الإصابة 400 ألف شخص والوفيات 4500 حالة في 191 بلداً ، بينما الأنفلونزا العادية تصيب سنوياً ما يتراوح بين 25 مليون إلى 50 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها ويتوفى بسببها 500 ألف شخص حول العالم .
7.هناك تناقض إعلامي محلي وعالمي صارخ فبينما يوجد استنفار إعلامي محلي وعالمي فيما يتعلق بمرض أنفلونزا الخنازير رغم إنخفاض الوفيات عالمياً وتلاشيها تقريباً محلياً ، نجد أن هناك تجاهل إعلامي لمرض الملاريا في أفريقيا والذي يحصد حياة مليون شخص سنوياً كما أن نحو 953 مليون إنسان يعانون بشكل دائم من نقص التغذية يحصد الجوع منهم 100000 شخص شهرياً .
8.الإجراءات التي اتخذتها وأعلنتها منظمة الصحة العالمية كانت محلاً للعديد من الإنتقادات على جميع المستويات الرسمية وغير الرسمية على نحو لم يشهد له مثيل من قبل ، وفيما يلي عرض لمجموعة من هذه الإنتقادات لتتضح الصورة :
أ- حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المرض وصل إلى الدرجة الخامسة من ست درجات ، أعلن وزير الصحة المصري أن المنظمة لم تكن موفقة في رفع مستوى التحذير إلى الدرجة الخامسة وهو ما أثار الذعر لدى المواطنين ، وأن المعايير التي تعتمدها المنظمة في رفع المستويات خادعة حيث أنها تعتمد على التقسيم الجغرافي وليس عدد الحالات .
• وصرح وزير الصحة المصري أيضاً أمام لجنة الصحة بمجلس الشعب أن منظمة الصحة العالمية أعتمدت الشركة الأمريكية المنتجة " للتاميفلو " فقط ورفضت بقية الشركات ، بل وألزمت الحكومات بشراء هذا الصنف من تلك الشركة فقط مما يلقي بظلال كثيفة من الشك ومئات التساؤلات .
• ثم أردف قائلاً بأن الشركة المنتجة المعتمدة رفعت تاريخ صلاحية الدواء من 4 سنوات إلى 7 سنوات ثم إلى 14 سنة وهو على الأرفف تخفيفاً للعبء على الحكومات التي تشتري الدواء ! وذكر أن الحكومة المصرية اشترت بـ 200 مليون جنيه دواء للإستخدام وكمخزون استراتيجي ولا تستطيع أن تشتري بمبالغ أكثر من ذلك لدواء قد يستخدم وقد لا ! .
ب- .بيان الدكتور/ عبد الحميد القضاه دكتوراه في تشخيص الأمراض الجرثوميه من كلية الطب جامعة مانشستر في بريطانيا ينتقد فيه التقارير الإعلامية ، التي أخافت الناس حتى خيل للبعض أن الوباء آت لا محالة ولن يترك صغيراً ولا كبيراً بخير ولن تسلم مجتمعاتنا خاصةًً إلا إذا عطلت مدارسها ، وألغت حجها ، وبادرت لحجز عشرات الملايين من جرعات المطعوم السحري الموعود .
• ثم أشار إلى أن هناك فرق واضح بين الاهتمام بهذا الوباء في مطارات الدول النامية وأحاديثهم وصحفهم ، بينما تسير الحياة طبيعية في البلاد الغربية الموبوءه ؟؟ .
• ثم حذر من التطعيم السحري الذي تنتظره الحكومات بفارغ الصبر لأن عليه ألف علامة استفهام ، ويكفي أن نذكر بأنه مصنعية لن يستعملوه بأنفسهم وأضاف قائلاً أن نصف أطباء بريطانيا سيرفضون تطعيم أنفسهن به لمعرفتهم بآثاره الجانبية على صحة الإنسان .
ج- الإتهامات الموجهة من الصحفية النمساوية المتخصصة في الشئون العلمية " بان بير جرمايستر " لمنظمة الصحة العالمية وهيئة الأمم المتحدة والرئيس أوباما ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية وهم ديفيد روتشيلد ، وديفيد روكفلر ، وجورج سوروس بالتحضير لإرتكاب إباده جماعية وذلك في شكوى أودعتها لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI) .
وتزامنت الشكوى الجديدة مع شكاوي أخرى رفعت في أبريل الماضي ضد شركات الأدوية " باكستر " و " أفيرجرين هيلز " و " تكنولوجي " والتي ترى الصحفية أنها مسئولة عن إنتاج لقاح ضد مرض أنفلونزا الطيور من شأنه أن يتسبب في وباء عالمي من أجل البحث عن الثراء .
د- تصريحات عالم الإجتماع السويسري " يان تسيجلر " المستشار في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي ينتقد فيها توجيه الإعلام في التعامل مع أزمة أنفلونزا الخنازير ، وقال أنه لن يستغرب أن يتبين فيما بعد أن كبرى شركات الأدوية في العالم هي الماسكة بدفة هذا التوجيه الإعلامي ، في ضوء الركود الذي أصابها جراء الأزمة المالية العالمية ، وفي ضوء تكدس براءات الإختراع التي تملكها و الخاصة بالعقاقير المضادة للأنفلونزا . وأضاف أن أنفلونزا الطيور التي خشي العالم من إن تصبح وباء عادت على شركات الأدوية العملاقة بالمليارات على حساب فقراء العالم .
ه- تشكيك منظمة " هيلث كروسيدرز " المعنية بمحاربة أخطاء الممارسات الطبية لشركات الأدوية العالمية في أهداف برامج التطعيم ضد فيروس أنفلونزا الخنازير لافتة إلى أن الفيروس ربما لا يوجد من الأساس ، أو أنه تم تخليقه مخبرياً لتنفيذ أجنده سرية عالمية للسيطرة على تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية .
و- إقرار الكونجرس الأمريكي أخيراً قانوناً يعفي الشركات المنتجة للأمصال من الملاحقة القضائية ضد أية أعراض جانبية قد تنتج عن التطعيم ضد الفيروس .
ز- تصريح وزير الصحة المصري إخلاء مسئولية وزارة الصحة عن الآثار الجانبية للمصل المضاد لأنفلونزا الخنازير عن طريق كتابة إقرارات من قبل المواطنين تفيد عدم مسئولية الوزارة عن أى آثار جانبية للقاح .
9.التقارير الطبية المتعددة تؤكد على خطورة التطعيم بنوعيه البخاخ والحقن وذلك لوجود مادة " السكوالين " في التطعيم البخاخ وهي تؤثر في جهاز المناعة ولها تأثير على أداء الوظائف الحيوية والهامة في مختلف أعضاء الجسم ، ولوجود مادة " الزئبق " الشديدة السمية في الحقن كمادة حافظة .
بعد عرض النقاط التي يستند عليها أصاب نظرية المؤامرة ، والحقائق المعلنة والموثقة من جهات رسمية وغير رسمية ، فإن الشيء اللافت للإنتباه والمذهل في الوقت ذاته أن النتيجة أو المحصلة النهائية لوجهتي النظر تتطابق إلى حد بعيد من حيث طبيعة الفيروس ، ومنشأه ، والتكثيف الإعلامي حوله ، ومخاطر التطعيم ، وأن المستفيد مما يحدث هي شركات أدوية بعينها والهدف النهائي هو الحصول على الأموال بصرف النظر عن المعايير الأخلاقية والإنسانية . والاختلافات تأتي في منطق التفكير والعبارات المستخدمة فبينما يوجه أصحاب نظرية المؤامرة ، والاتهامات مباشرة وبحدة وفي جميع الاتجاهات ، نجد أصحاب نظرية الحقائق يستخدمون عبارات أقل حدة مثل أنهم يتخوفون ، ولديهم محاذير ، وما شابه ذلك من عبارات .
الوقاية والعلاج
أيها القارئ الكريم لا أدعي أني خبير بالأمراض والأدوية ، ولكني أجتهدت كباحث لكي أضع بين يديك خلاصة لمعظم ما كتب وقيل عن أنفلونزا الخنازير إيماناً مني بأن المعرفة بكل التفاصيل تزيل الرعب والهلع من النفوس فتطمئن وتجد طريقها إلى الوقاية والعلاج وهي منشورة ومحددة في عدة نقاط بسيطة على النحو التالي :
1.يجب التذكير بوجود مرض ولكن من باب التثقيف والتوعية الصحية لا من باب التخويف والرعب ، وأن تذكر الحقائق من أن أنفلونزا الخنازير لا تختلف كثيراً عن الأنفلونزا العادية والأعراض تكاد تكون واحدة وأن كل من لديه مناعة طبيعية سيتغلب على المرض .
2.الواقعية في اتخاذ الإجراءات الوقائية فلا يعقل أن توضع أجهزة مسح حراري في المطارات ، وتؤجل الدراسة ، وتلغى فريضة دينية كالحج في بلداننا علماً بأن حالات الإصابة منخفضة والوفيات لا تكاد تذكر وأجوائنا حارة . بينما البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والتي بها أكثر حالات الإصابة وأجوائها باردة لم تتخذ مثل هذه الإجراءات والحياه تسير في وتيرتها الطبيعية .
3.التعريف باللقاح والدواء ومصارحة الناس بالآثار الجانبية لكل منهما من أجل التوضيح وليس دفاعاً أو هجوماً عليهما . فوفقاً لبحث تم إصداره في " المجلة الطبية البريطانية " فإن أكثر من 50% من الأطباء و الممرضات في المستشفيات العامة يرفضون لقاح H1N1 بسبب قلقهم من أعراضه الجانبية وشكوكهم حيال فعاليته ، ووفقاً لإستطلاع أجرته " قناة فوكس للأخبار " فإن أغلب الأمريكيين موقنون من أن اللقاح يعد أكثر خطورة من الفيروس ذاته .
4.التركيز على النظافة ويجب أن يعلم جميع الناس أن النظافة من الإيمان ، وأنها مستمرة ودائمة وليست في أوقات الأمراض والأوبئة فقط ، وخاصة أن غسل اليدين عدة مرات في اليوم من أهم طرق الوقاية . ويجب أن يعلم الجميع أن التخلص من أكوام القمامة يكون قبل الكمامة فليس من المعقول أن نوصي بوضع الكمامة على الأنف والفم والزبالة تملأ الشوارع وبجوار أسوار المدارس وتحت الكباري وهي من أخطر مصادر الأمراض .
5.تناول فيتامين " سي " والتعرض لأشعة الشمس للحصول علي فيتامين " د " ، وراحة الجسم بالقدر الكافي لأن الجسم المرهق يصعب عليه مكافحة الأنفلونزا .
6.مراجعة الطبيب إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
نظرة إيمانية لأنفلونزا الخنازير
أختم هذه المقالة بما بدأتها به فيا إنسان يا من تعرف أنك سميت إنساناً لنسيانك ، وتخاف وتفزع عندما تتذكر ما قيل عن وجود مرض ووباء خطير اسمه أنفلونزا الخنازير قد يقضى على الملايين من البشر . وتنسى في غمرة ذلك قوله تعالى { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } الروم 51 ، وقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم " لا عدوى ولا طيره " رواه البخاري ومسلم ، وأهم من ذلك نسيانك لعلاج أمراض قلبك التي هي أخطر عليك من أي مرض في الدنيا لأنها توردك المهالك في الآخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون .
ألم تعلم أنه كما أن للأمراض أسباب حسية كالميكروبات والفيروسات التي يجب الأخذ بأسباب الوقاية والعلاج منها ، فإن لها أسباب غير حسية تتعلق بالمعاصي والذنوب والبعد عن منهج الله ونحن مأمورين بعلاجها أيضاً والعودة إلى الطريق الصحيح ، ألم تسمع قوله تعإلى
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم 41
فهي نوع من العقوبة المخففة من رحمته تعالى لأنه هو الرحمن الرحيم فهو يصيبك ببعض ما عملت وليس كل ما عملت وذلك بغرض تذكيرك من نسيانك لترجع إليه بالتوبة والإنابة لأنه سبحانه غني عن تعذيبك .
ومما يؤيد أن للأمراض أسباب غير حسية تتعلق بالذنوب والمعاصي قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم " رواه ابن ماجة ، فالمقصود الدعوة للأخذ بالأسباب المادية والحسية للوقاية والعلاج على أن يسبق ذلك عدم نسيان قدرة مسبب الأسباب .
أما أنت يا إنسان يا من تعرف أنك سميت إنساناً لأنسك بالله ، فهنيئاً لك راحة بالك وطمئنينة قلبك لأنك في معية الله وحفظه في كل وقت وهذا يزيد من مناعة جسمك للأمراض ، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الراحة ومشاعر السرور والإطمئنان تؤدي إلى حدوث تفاعلات مناعية قوية في الجسم ، وعلى العكس من ذلك تماماً بالنسبة للأفكار السوداء والحزينة والسلبية فإنها تضعف نظام المناعة في الجسم .
كما أثبتت الدراسات العلمية أيضاً أن الصلاة والصيام يقويان الجهاز المناعي عند الإنسان ، وليس هذا فحسب بل إن الإنسان المسلم الآنس بالله حين يتوضأ خمس مرات في اليوم للصلاة يكون سابقاً لمنظمة الصحة العالمية في تحديد وسائل الوقاية والعلاج من أنفلونزا الخنازير ، وسباقاً في الأخذ بها ، وحاصلاً على أجر الوضوء والصلاة في الآخرة فهو يحمي نفسه ويحصل على الثواب من الله الشكور الكريم .
فيا إنسان يا من تأنس بالله عليك مسئولية تذكير أخوك الإنسان الذي ينسى وسط مشاغل الحياة أوامر ونواهي الله بأن يرجع إلى الله حتى تطمئن نفسه فلا يفزع فلا ملجأ من الله إلا إليه . حفظنا الله وإياكم والناس جميعاً من الأمراض والأوبئة .
عبد الفتاح محمد صلاح
مشرف موقع الاقتصاد العادل